مَلامِحُ الشّخصِيّةِ المُبدِعَة ! ..
1. الحَسَاسِيّة ::..
وَ هِيَ القُدْرَة عَلَى وَعِي مُشكِلَةُ مَوقفٍ مُعَيّن .. وَ الإحَاطَة بِجَمِيعِ أبعَادِ المَوقفِ وَ العَوَامِلِ المُؤثّرَةِ فِيهِ .. وَ مُنَاقَشَتِهِ بِسَعَةِ صَدرٍ ، وَ التّعَامُلِ مَعَهُ بِـ إيجَابِيّة وَ حِكمَة ..
أي المُبدِعُ فِي حَالَةِ الأزْمَة المُستَعصِيَة .. يَتَغَلّبُ سَريعاً جِدّاً عَلَى الشّعُورِ بِـالإحبَاطِ أوْ الشّعُورِ بِالفَشَلِ وَ النّقصِ فِي مُعظَمِ الأحيَانِ ..
أمّا حَالة اللا إبدَاع ، وَ التِي تُوجَدُ فِي الكَثِيرِ مِنَ الصّنفِ البَشَرِي ..
فَيهَا الأزمَةُ المُستَعصِيَة تَزِيدُهُم إحبَاطَاً وَ تَرَاجُعَاً فِي الثّقَةِ بِـالذّاتِ وَ نُكُوصاً إلى الوَرَاءِ .. فَينْهَزِمُونَ بِسهُولَةٍ فِي شَتّى أمُورِ الحَيَاة ..
2. الطّلاقَة ::..
وَ هِيَ المَقدِرَة عَلَى إنتَاجِ سَيلٍ كَبِيرٍ مِنَ الأفكَارِ ، التّصَوّرَاتِ الإبدَاعِيّة فِي بُرهَةٍ زَمَنِيّة مَحدُودَة ..
وَ تَتَنَوّعُ الطّلاقَةِ فِي أصنَافِهَا ::
- طَلاقَةُ الكَلِمَاتِ :
أيّ السّرعَةُ في إنتَاجِ كَلِمَاتٍ أوْ وحدَاتِ التّعبِيرِ وفقَاً لِـ شُرُوطٍ مُعَيّنَة فِي بِنَائهَا أوْ تَركِيبِهَا ..
- طَلاقَةُ الأفكَارِ :
أيّ السّرعَة فِي إيرَادِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ الأفكَارِ وَ الصّورِ الفِكرِيّة مِنْ أحَدِ المَوَاقِفِ ..
- طَلاقَةُ التّعبِير :
أيّ القُدرَةُ عَلى التّعبِيرِ عَنِ الأفكَارِ وَ سُهُولَةِ صِياغَتِهَا مِن كَلِمَاتٍ أوْ صُور للتّعبِيرِ عَنِ هَذِهِ الأفكَارِ بِطَرِيقَةٍ تَكُونُ مُتّصِلَة بِغَيرهَا وَ مُلائمَةٍ لهَا .
قَدْ أستَطِيعُ القَولَ فِي أنّ المُنَاقشَ فِي القَضَايَا الاِجتِمَاعِيّةٍ مُبدِع ، لـِ أنّهُ يَصِلُ أفْكَارَهُ أثنَاءَ حَدِيثِهِ - زَمَنٌ قِيّاسِي - وَ يُوصِلُهَا بِبَعضِهَا بِصُورَةٍ مُلائمَة للمَوضُوع . 3. المُرُونَة ::..
أيّ قُدرَةُ العَقلِ عَلَى التّكيّفُ مَعَ التّغَيّرَاتِ الحَاصِلَة وَ المَوَاقِفِ المُسْتَجِدّة ، وَ الاِنتِقَالِ مِن زَاوِيَةٍ جَامِدَة إلَى زَاوِيَةٍ مُتَحَرّرة تَقتَضِيهَا عَمَلِيّة المُوَاجَهَةِ .
وَ عِنْدَمَا آتِي بِمثَالٍ لِـ المُرُونَة ، فَـ إنّي أجِدُ الأُدَبَاءَ فِي الوَاجِهَة ! ..
/
أي أنّ بَعضَ الكُتّابِ اللذِينَ يَبرعُوا فِي مَجَالِ الكِتَابَة ، قَدْ تَأتِيَهُم فُرصَةٌ بِـعَجَلٍ لِإلقَاءِ نُصُوصِهُم أمَامَ المَلأ ، وَ تَجِدُهم أثْنَاءَ ذَلِكَ بَارعِينَ بِضَبطِهم أنفُسِهم وَ التّكيفُ السّرِيعِ مَع الأجْوَاء ، حَتّى تَكَادُ تَعتَقِدُ أنّهُم مُعتَادِينَ عَلَى ذَلِكَ ! . 4. الأصَالَة ::..
أي تَقْدِيمُ نِتَاجَاتٍ مُبتَكَرَة تَكُونُ مُنَاسِبَة لِـلهَدَفِ وَ الوَظِيفَة التِي يُعمَل لِأجْلِهَا .
5. البَصِيرَة ::..
وَ تَعنِي اِمتِلاكِ النّظرَةِ الثّاقِبَة وَ القُدرَة عَلَى اِخترِاقِ الحُجُبِ التّقلِيدِيّة ، وَ قِرَاءَةِ النّتَائجِ وَ توَقّعِهَا قَبلَ أوَانِهَا ، وَ إعْطَاءِ البَدَائلِ اللازِمَة لِكَافّةِ الاِحتِمَالاتِ المتَوَقّعَة .
مِثَالُ ذَلِكَ التّخطِيطُ لِـ مَشرُوعٍ مّا .. فَهُوَ يَحتَاجُ هَذِهِ الدِينَامِيكِيّة !